

أيها السائل، تسألني ما الذي ألقى بي في أحضان الكلمات؟ هو ذاك الشعور باليتم في وطنٍ يفترض أن يكون أباً، لكنه قسى حتى جفت في عروقنا ينابيع الأمل. دفعني للكتابة صراخ الخيبات المتتالية، وطعنات الغدر التي لم تجد متكأً سوى جراحنا المفتوحة، وصفعات الظلم التي لم تجد خدًا آخر لتلطمه سوى خد الحقيقة. هو القهر الذي يتجرعه المرء كل صباح مع قهوته المرة، في بلدٍ لم يعد يعرف من طعم السعادة إلا اسمها. الكتابة يا سيدي، هي منفاي الأخير، ووطني الذي لا يحتاج جواز سفر لعبوره، أمارس فيه طقوس حريتي المسلوبة على الورق. هي صوتي الذي حاولوا كتمه، فخرج من بين السطور أنيناً تارة، وتهكماً موجعاً تارة أخرى. أكتب لأعبر عما يختلج في صدري، فقد أصبحت وحيدًا بعد أن خطفت الحرب أرواح كل أصدقائي، ولم يتبق لي جليس سوى هذه الأوراق. أكتب لأفرغ ما بداخلي من حطام وطنٍ تآكلت أحلام أبنائه، ولأبني من ركام الخذلان نصاً يشبهني ويشبه كل من صرخ بصمت. إنها محاولتي البائسة لأتنفس في زمن الاختناق، ولأقول للظلم: ما زلتُ هنا، رغم كل شيء.
استخدامك الذكي لمجموعات تلجرام يمكن أن يوفر لك فرصًا مثيرة للإثراء الشخصي والمهني. قم بالتفاعل والتعلم والتواصل مع الآخرين بشكل فعال للاستفادة القصوى من تجربتك في المجموعات التي تنضم إليها. استمتع برحلتك في عالم مجموعات واتساب وتلجرام المثيرة للاهتمام! أهلاً بك في متجر المجموعات